زمــن الـظـالــمــيــن

يـا لـهــــذا الـــزمــان مـا أقـــســـاه

فـيـه قــد أصـبـح الـدجـاج يـصــيـحُ

لــم يــعــد لـلــذكــيّ فـــيـه مــكــانـا

وغـدا الأحـمـق اللـبـيـب الـفـصـيـحُ

وطـغـى الـظــلـم والـضمائـر مـاتـت

بالـمعـاصي قـد بات يَحـلوْ الـمـديـحُ

أصـــبــح الـــمـــال لـلـبــرايـا إلـهـاً

لـه صـلـّـوا وأجـْـزلــوا الـتـّسْــبـيـحُ

فـإذا مـا الـوضــيـع كــان فــقــيــراً

نـكـّس الـرأس كـالـذلـيـل الـجـريـحُ

وإذا مــا غـــدا غـــنـــيـّـــا ثـــريـّــا

صـار يـخــتـال مِـثـْـل ديــكٍ مـلــيـحُ

ويـقـول الــقــويّ: كــن ذئــبــا كـي

لا تــكــن دومــاً لـلــذئــاب ذبـــيــحُ

ويـقـول الـضّـعــيـف: لا بــدّ يـأتـي

زمـن العـدل كي يـصـحّ الـصّحـيـحُ

لـيـت شعــري فــإنـنـي فـي الأفــق

لا أرى آمـــالا لـعـــيــنـي تـــلـــوحُ

لا أرى غــيـر الـمـوت وا أســفــاه

وصـغــارا لـِفـَـقـْـدِ أهـــلٍ تــصـيـحُ

لا أرى إلاّ ظــالــمـــيـــن قـــســـاة

وثـكـالـى عــلـى الـغــوالـي تــنـوحُ

زمـن الظـلـم طــال ربـّـي وأمـسـى

لـلـضحـايـا فـي كـل ركــنٍ ضـريـحُ

زمـن الـمـجــرمـيـن هــذا الـزمـان

زمـن الـقــتـل والــدّم الـمَـسْـفــوحُ

لـوْ أتـى الـيـوم كـالـمـســيـح نـبـيّ

لأراقـــوا دمـــاء ذاك الـــمـســيــحُ

قـد غـَـدَتْ هــذه الـحــيـاة ظــلامــا

وبـِنـَا ضـاق عـالـمـنـا الـفــسـيـحُ

يـا لـِـعــارهــا أُمـّـــة ٌ قـــد أُذِلـّـــتْ

واسْـتـُبـيـحـتْ وساد فـيها القـبـيحُ

يـا لـِعــارهــا أمـّـــة ٌ حـاكِــمــيـهـا

فاسـقـون لا يَـتـْبـَعــون الصّـحـيـحُ

كـيـف يـرضى بالـذّلّ مَنْ كان حـراً

كـيف يرضى العـار الأبيّ الطـموحُ

كـيـف يحـيـا مَـنْ قـيْـده فـي يَـديـه

كيف يغـْـفـوْ مَنْ أثخـنـتـْه الجـروحُ

إنّ دَرْأ الــــرّدى وردْع الـــغـــــزاة

لا يُــنـالا بـالـحــزن والــتـّــنـْــويـحُ

إنـّـمـا بـالـجــهـاد والــقــادة الأحـــ

ــرار مَـنْ لا يهـزّهـمْ عَـصْـف ريحُ

يـا بَـني أمّــتـي تـآخـــوا وهـــبْــوا

مـِثـْـل إعـصارٍ بالأعـادي أطــيحـوا

فجـّروا أجـساد الطغاة اسحـقـوهـمْ

كي من الظــلم والـرّدى نـسـتـريـحُ